احتضنت جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء اليوم 25 ربيع الأول 1446هـ الموافق 28 سبتمبر 2024م الندوة الفكرية بعنوان ” ثورة الـ 21 من سبتمبر، إرادة وصمود في وجه التحديات الداخلية والمهددات الخارجية، نظمتها الجامعة بمشاركة نخبة من الأكاديميين.
وفي الندوة التي شاركت فيها الـ جامعات ” الإماراتية، واليمنية، وآزال، والناصر، وتونتك الدولية” أشار نائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأستاذ الدكتور عبد اللطيف مصلح إلى أن الندوة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تنفذها الجامعة ومؤسسات الدولة للاحتفاء بثورة الـ 21 من سبتمبر والتوعية بنتائج وأهداف الثورة.
وأكد نائب رئيس الجامعة أن الثورات تسعى لتحقيق أهداف وآمال وتطلعات الشعوب، والتفاعل مع كل الأنشطة في إطار الثورة.
وأوضح الدكتور مصلح أن أهم نتائج الثورة تجسدت في الموقف الإيماني والأخلاقي والإنساني المتمثل في دعم ومساندة عملية طوفان الأقصى في كافة المجالات شعبياً وعسكرياً وتعبوياً.
وفي الندوة التي حضرها مدير الإدارة التعليمية بالحراسة القضائية المهندس محمد الوادعي، تم تقديم ثلاث أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى ” التحديات الداخلية التي واجهت ثورة 21 من سبتمبر ” المقدمة من عضو هيئة التدريس بجامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور أحمد الصوفي ، تطرق من خلالها إلى السياسات التدميرية التي انتهجها النظام السابق بدافع أمريkي ، والاختلالات الأمنية والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية التي تعرضت لها البلاد قبل اندلاع ثورة الـ 21 من سبتمبر.
وتطرق الدكتور الصوفي إلى مدى استغلال أمريkا للتباينات والخلافات الداخلية لتوسيع الفجوة والانقسام في المجتمع اليمني، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي شكلت نافذة لبسط الهيمنة الأمريkية على العديد من دول الشرق الأوسط ومنها اليمن عبر أذنابها وأدواتها في المنطقة.
واستعرض الدكتور الصوفي “الاختلالات الأمنية قبل 21 سبتمبر” وانهيار الجانب الأمني وتحويل العاصمة إلى مسرح مفتوح للمجرمين، وكذا اختلالات وانهيار اقتصادي واشتداد الأزمات التي زادت من المعاناة رغم وجود الموارد السيادية التي كانت بيد السلطة، والعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي والعمل على توسيع النزاعات والصراعات الداخلية وما نتج عنها من تعدد الولاءات للخارج.
فيما استعرض الدكتور صادق مناع من جامعة تونتك الدولية ورقة بعنوان “دواعي ومبررات ثورة 21 من سبتمبر والتحديات والمهددات الخارجية” عرض من خلالها مهام وأهداف ومبررات الثورة، لإحداث تغيير جذري في كل مفاصل ومؤسسات الدولة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني.
وأكد أن مبادئ ثورة الـ 26 من سبتمبر جسدت هذه المعايير التي مثلت ثورة شعبية شاملة أهدافها محددة وغاياتها واضحة، فيما تمثل ثورة الـ 21 من استكمالاً وتتويجاً لها، مبيناً أن امريkا واسرائيل سعت منذ اليوم الأولى عبر ادواتها واذنابها بالمنطقة إلى اجهاض الثورة وشن حرب عدوانية وفرض حصار وعقوبات اقتصادية ونقل البنك وايقاف المرتبات وذلك بغرض خنق الشعب اليمني وافشال ثورته الوليدة.
وتطرق الدكتور مناع إلى محاولة جر اليمن إلى حرب أهلية داخلية والتي مازال العدو يعمل على هذا المسار، وتنفيذ دعاية وحملات إعلامية مظلة لتشويه هذه الثورة داخلياً وخارجياً، واستخدام المساعدات الخارجية وسيلة ضغط للتنازل على المبادئ التي حملتها الثورة.
فيما عرض الدكتور محمد شوقي من جامعة الناصر، أهم ثمار و”نتائج ثورة الـ 21 من سبتمبر” في مختلف المجالات، من خلال مقارنة على الوضع الأمني قبل الثورة وبعدها، وتمكن رجال الأمن من تفكيك معظم خلايا وشبكات التجسس والعمالة، ما وجه ضربة قاضية لمشاريع التخريب والفوضى والانحلال باليمن، وتعرية شعارات دول الاستعمار في الحرية والتنمية والتحضر والحكم الرشيد.
واستعرض الدكتور محمد شوقي أهم الإنجازات التي تحققت في مجال مكافحة الجريمة في ظل ثورة 21 من سبتمبر، ومنها ضبط 148 ألف و770 جريمة جنائية مختلفة، وبنسبة بلغت 94 بالمائة، وتنفيذ أكثر من 16 ألف و36 عملية ضبط واستعادة مسروقات وتسليمها لأصحابها منذ بداية العدوان.
وأكد أن وزارة الداخلية تمكنت من ضبط 565 خلية منظمة، وتنفيذ 11 ألف و396 عمليات ضبط لجرائم تهريب، ترويج للمخدرات، وإحباط 317 عملية تهريب آثار يمنية، وتنفيذ أكثر من 11 ألف و914 مهمة لتأمين فعاليات رسمية وشعبية بالإضافة إلى آلاف الانجازات في مختلف المجالات.
وفي المجال السياسي لفت الدكتور محمد شوقي إلى أن اليمن استطاع إخراج نفسه من تحت الوصاية الأمريkية وإسقاط مشروع الأقلمة، وإعلان السيادة والاستقلال وفرض نفسه على الساحتين الإقليمية والدولية، وبناء نظام سياسي يعكس إرادة الشعب بعيداً عن الضغوط والتدخلات الخارجية.
وتطرق إلى الانجازات التي حققتها ثورة 21 من سبتمبر في المجال العسكري ومنها تطوير قدرات الدفاع الوطني ورفع مستوى الجاهزية العسكرية وصناعة الأسلحة من الطلقة إلى الصاروخ بأياد وخبرات يمنية، وإعادة تأهيل الطيران الحربي، ومنها صناعة الطيران المسير، وصناعة منظومات الصواريخ بمختلف أنواعها، والوصول إلى امتلاك تكنولوجيا فرط صوتي كأول دولة عربية، واسقاط 10 طائرات إم كيو 9 أمريكية في عشرة أشهر.
حضر الندوة كل من رئيس جامعة الناصر الدكتور عبد الله طاهش، ورئيس الجامعة الإماراتية الدكتور ناصر الموفري، ورئيس جامعة تونتك الدولية الدكتور وائل الأغبري، ورئيس جامعة آزال الدكتور محمد العقيلي، وممثلي عن الجامعات الأخرى، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وجمع من الطلبة.